أيام ساري مليئة بسوالف سوق الجملة وتطوير سلسلة التوريد، وش جديد التقنية وكيف نقدر نستخدمه لعملائنا، وش العروض اللي بتوفّر على الزبائن ومين المورّد اللي منتجاته مطلوبة، لكن فيه جانب ثاني ما انكشف، الجانب الإنساني كثير نفتقده في عالم مكتظ بـ سوالف سوق الجملة

وفي يوم ريادة الأعمال ما غاب عن ذهننا مؤسسين ساري، وكتجربة جديدة حبينا نكشف عن الجانب الشخصي للمؤسسين، الجانب اللي ما قد طلع بلقاء ولا محفل. عشان كذا جلسنا معهم وسولفنا بكل عفوية بعيد عن جدية اللقاءات الرسمية ورتابة حديثها. حنا اليوم كعائلة وحدة يهمنا نعرف الأشياء اللي تسعد بعضنا وتسلّيهم، وعشان نعرف هالجوانب جمعنا كم سؤال وقعدنا على طاولة الاجتماعات مع محمد وخالد بدون اجتماع مخطط له

أكثر من 7 لقاءات طلع فيها الشريك المؤسس لساري محمد الدوسري و ولا مرة عرفنا نوع الهوايات اللي يلجأ لها وقت فراغه، أو الأشياء اللي يقضّي فيها خالد الصيعري الشريك المؤسس لساري وقته لما يكون خارج نطاق ساري مثلًا! كان اللقاء ممتع والحديث تمنينا إنه ما يخلص، خلونا اليوم نشارككم تفاصيل جلستنا والسوالف اللي تطرقنا لها

خالد قبل ساري بخطوة

تجربة خالد المهنية السابقة كانت مجهولة وكان فيه حلقات مفقودة في القصة اللي نتداولها، فقررنا نسأله عن TTP، الشركة اللي كان يشتغل فيها وليش طلع منها!

خالد كان مبيّت النية إنه على 2017 بيكون رجع للدمام، خاض تجربة الإدارة في TTP وقدر يطوّر منحنيات كثيرة ولما جاء التوقيت اللي محدده ما تراجع أبدًا خصوصًا بعد ما زادت المسؤوليات عليه كـ أب

بداية تأسيس ساري كانت صعبة وكل خطوة فيها كانت مُخيفة، خصوصًا من منظور أهالي محمد وخالد اللي كانوا خلف الكواليس .. قدر خالد يرجع الدمام بإمكانيات ساعدت في بناء الخطوة الأولى مع محمد بعد الصملة!

يقول خالد كان معي فلوس، وعندي فرصة جديدة فاتفقت مع أم أحمد إن بجرب لين تخلص الفلوس! وقلت إذا وصلت فلوسي صفر بطلع أدور وظيفة .. اشتغل خالد مع محمد على كم مشروع مستقل، وبدت معالم الطريق وانرسمت ملامحه، فكان كل شيء يطمّن نسبيًا

في حياة الشركاء

ليالي التخطيط وسوالف البزنس ساعدت علاقة محمد وخالد إنها تتطور، يقول خالد إن آخر مرة شاف الدوسري مهتم بالكورة فيها كانت لما كانوا يتابعون مباراة وأخذتهم سوالف التخطيط لساري عنها. في هذاك اليوم أنشأوا أول ملف يخص المشروع. يقول محمد نشوف الشاشات اشتغلت وصافرة المباراة تعلن بدايتها، والناس تجمعت وأنا وخالد على جهاز اللابتوب نرسم أول خطوات ساري

تأسيس شركة ناشئة أشبه بتحدي للموازنة بين الحياة والعمل، يقول محمد فقدت كثير من اهتماماتي وصار صعب أمارسها بغير الإجازات، ولكني متمسك بعادات تساعد يومي يكون أفضل. أحب أقرأ الصباح وأسمع بودكاست كثير، وأرجع بعد الشغل لوقت العائلة اللي أنهي فيه يومي. أما خالد، يفضّل يقضي وقته مع عائلته ويحب يلعب ألعاب الفيديو مع ولده أحمد

ميزانية السيطرة

مازالت المخاوف موجودة، والمسؤوليات كل يوم تكبر وكان الجانب المالي ضيّق في البدايات فاتفقوا خالد ومحمد انهم يحددون ميزانية بداية كل عام دراسي بدون رواتب أساسية للمصاريف مثل إيجار البيت، ومصاريف المدارس، وغيرها. حتى اللحظة هذه من عام 2018 كان الدوسري ما زال يشتغل في كريم، إلى أن جا دعم مالي للمدراء في كريم يدفعهم لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم. كان الدعم يضمن راتبك إلى أن يجيك استثمار، ما تردد محمد ولا لحظة في إنه يطلب هالدعم مقابل إنه يطلع من وظيفته وينشغل بمشروعه، وبالرغم من ردة فعل الموظفين من تركه لمنصب مدير عام في شركة مثل كريم! عشان يخوض تجربة تحقيق حلمه إلا إنه ما تراجع عن قراره وصار الوقت اللي يكرّس فيه كل جهوده لإنجاح ساري، خصوصًا بعد ما صار عنده فريق وعملاء ينتظرون طلباتهم!

يبيلنا استثمار

كبرت التحديات اللي تواجه ساري، وصار الدخول في الاستثمار الخطوة اللي بتنقذ الموقف وبتدعم المشروع بالدرجة اللي يحتاجها، رسموا محمد وخالد خطة الـ100 يوم، واللي تنص على إن “لازم نلقى لنا مستثمر خلال 100 يوم، وفي نفس الوقت يكون الشغل ماشي”. وفعلًا استلم خالد مهمة استمرارية المشروع، وتولّى محمد جانب المستثمرين فكان كل يوم يقابل مستثمر، مرة يحاول يقنع واحد في جدة ويوم يناقش مستثمر ثاني في الرياض، وعلى هالحالة. فكان محمد يقول للمستثمرين اللي يقابلهم ساري يستاهل اللي بتدعمه فيه، استثمر وبنجيب بنهاية السنة مليونين .. محد كان مؤمن بالأفكار الخيالية والافتراضات اللي بعيدة عن منطق المستثمرين وقتها، لكن صار اللي محد توقعه وبنهاية 2019 قدر ساري يجيب 20 مليون!

استطاع الدوسري إقناع أحمد العلولا بالاستثمار في المشروع وكان هذا أول استثمار يجي ساري. ماكان هذا النوع من الإنجاز بعيد عن خيال كل من آمن بفكرة ساري، كانت الفكرة توحي بالنجاح من الخطوة الأولى وكانت كل نقطة صعبة فيها تهمس بالممكن، دعم المستثمرين في الجولة الأولى كان له أثر كبير على المشروع والفرص تجر بعضها يقول محمد الدوسري “ساعد خوض تجربة inspire you بمعرفة سعود الهواوي اللي بدوره كان حلقة الوصل بين ساري وأسرع استثمار جا! استثمار مصعب. مصعب حكمي عرضنا عليه المشروع وبعد ساعتين قال لا تشيلون هم التمويل، بس انطلقوا!”

يؤمن خالد بأن ولاء العملاء أهم خطوة لكسبهم. يقول كانوا زوجاتنا وأهالينا هم عملائنا اللي ما احتجنا نفكر كيف نحسسهم بهالولاء، كانوا أول الداعمين وفي مقدمة العملاء المميزين. وقال لنا محمد عن جدته اللي كانت تطلب من التطبيق، ومقاضي البيت كانوا يجيبونها عن طريق ساري كانوا يقدمون كل اللي بيدينهم عشان يحسسونه بهالدعم.

التوقيت كان أهم عامل ساعد ساري يطلع في بداياته، كانت فترة تحوّل في ضوابط المشاريع وشروطها، وقتها كان فيه قرارات جديدة ومهمة تخص القطاع، حتى فترة وباء كورونا كان ساري مستمر في خدمة المشاريع، كل الأحداث اللي مرت ذيك الفترة كانت من صالح ساري في غالبها. حاجة القطاع لمشروع ساري كان له يد في تمسّك محمد بفكرته وكان هدف لخالد يبي يحققه، ابتكار حل تقني لقطاع مر عليه الزمن بحلول تقليدية كان النور اللي يلمحونه محمد وخالد بآخر هالنفق. السنة الأولى ما كانت سهلة، بالرغم من صعوبة الوضع وقتها إلا إنها مع الصبر كان مقدور عليها.

ومن القصص اللي يذكرها محمد في بدايات ساري، هي قصة العميلة مها .. لما كان فيه شحّ بالموظفين وكان محمد مضطر يتقضى الأغراض بنفسه ويوصلها لها ويرجع السيارة عشان يحدّث التطبيق بإتمام الطلب ثم يرجع يسألها عن رأيها بخدمة ساري! 

بنشوف مقرّ رئيسي بالرياض؟

سألنا محمد الدوسري إذا يفكر ينقل المكتب أو يفتح مقر رئيسي بالرياض مثلًا! وقال إن تمركز ساري في الدمام كان له هدف واحد بجانب إنه مقر السكن وهو توسيع الخيارات للشباب، واستقطاب طاقاتهم للعمل بشركات ناشئة تكافئ قدراتهم وإمكانياتهم، فوجود خيار واحد مثل أرامكو في المنطقة قلّص التفكير بخيارات أخرى.

مرّ على ساري أكثر من 3 سنوات، وكنا نتساءل عن الأيام السعيدة اللي ما ينسونها. يقول محمد “يونّسني أشوف عميل مبسوط، ومورّد مرتاح بخدماتنا، أيضًا الجولات الاستثمارية تخلق أيام سعيدة وفيها روح حلوة”. وعلى ذكر الجولات الاستثمارية يقول خالد لما علمت أهلي عن الجولة الاستثمارية اللي بنشارك فيها وأعطيتهم الأرقام المتوقعة قال أبوي سو اللي تبي المهم لاتدخل السجن.

ختامًا قدّمنا لمحمد وخالد استفسار من اثنين شغوفين بالتجارة وحابين يخوضون نفس تجربة ساري وطالبين نصيحة منهم، الاثنين كانوا فيصل وأحمد أبناء محمد وخالد. محمد ماكان عنده مشكلة في تجربة ابنه وكانت نصيحته Go, fail, learn. ويقول خالد بإن الاستمرارية والصبر تغلب الموهبة والعجلة وإن النهايات السعيدة ما تجي في البداية.


ويلا سرينا!